recent
أخبار ساخنة

أسرار مأدبة نوبل الساحرة: قائمة طعام شديدة السرية وتفاصيل ليلة تتوج العلم والملكية في ستوكهولم

 

أسرار مأدبة نوبل الساحرة: قائمة طعام شديدة السرية وتفاصيل ليلة تتوج العلم والملكية في ستوكهولم

قسم: مأكولات وفواكة

تتجه أنظار العالم سنوياً إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، ليس فقط للاحتفاء بالعقول النيرة التي غيرت وجه البشرية، ولكن لمتابعة واحد من أرقى وأعرق التقاليد الملكية والعلمية: مأدبة عشاء جائزة نوبل. خلف الأبواب المغلقة في "القاعة الزرقاء" الشهيرة، تجري استعدادات ماراثونية دقيقة لتقديم تجربة طهي استثنائية تليق بملوك السويد ونخبة علماء العالم.

في هذا المقال، نكشف الستار عن الكواليس "شديدة السرية" لهذا الحدث العالمي، من قائمة الطعام الغامضة إلى أدوات المائدة التي صنعت يدوياً بلمسة عائلية دافئة.

تتجه أنظار العالم سنوياً إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، ليس فقط للاحتفاء بالعقول النيرة التي غيرت وجه البشرية، ولكن لمتابعة واحد من أرقى وأعرق التقاليد الملكية والعلمية: مأدبة عشاء جائزة نوبل. خلف الأبواب المغلقة في "القاعة الزرقاء" الشهيرة، تجري استعدادات ماراثونية دقيقة لتقديم تجربة طهي استثنائية تليق بملوك السويد ونخبة علماء العالم. في هذا المقال، نكشف الستار عن الكواليس "شديدة السرية" لهذا الحدث العالمي، من قائمة الطعام الغامضة إلى أدوات المائدة التي صنعت يدوياً بلمسة عائلية دافئة.
أسرار مأدبة نوبل الساحرة: قائمة طعام شديدة السرية وتفاصيل ليلة تتوج العلم والملكية في ستوكهولم


أسرار مأدبة نوبل الساحرة: قائمة طعام شديدة السرية وتفاصيل ليلة تتوج العلم والملكية في ستوكهولم


خلية نحل في قاعة مدينة ستوكهولم

داخل مطبخ قاعة مدينة ستوكهولم، تحول المكان إلى خلية نحل تعج بالحركة والتركيز العالي. تم تكليف جيش صغير قوامه 40 طاهياً محترفاً بمهمة تبدو مستحيلة: إعداد عشاء فاخر ومثالي لـ 1300 ضيف. هؤلاء الضيوف ليسوا عاديين؛ فهم يشملون الحائزين على جوائز نوبل وعائلاتهم، وأفراد العائلة المالكة السويدية، ولفيفاً من كبار شخصيات الدولة والدبلوماسيين.

الهدف ليس مجرد إشباع الجوع، بل تقديم سيمفونية من النكهات تليق بمناسبة تاريخية، حيث يجلس الحضور على 59 طاولة ممتدة، في مشهد يجمع بين الهيبة الأكاديمية والفخامة الملكية.

قائمة الطعام السر الأكبر حتى لحظة الجلوس

لعل أكثر ما يميز مأدبة نوبل هو الغموض الذي يحيط بقائمة الطعام. وفقاً للتقاليد الصارمة، تظل تفاصيل الأطباق الثلاثة التي ستقدم للحضور "شديدة السرية"، ولا يتم الكشف عنها رسمياً إلا عندما يجلس الضيوف في أماكنهم وتبدأ المراسم.

أشار الطاهي الشهير تومي ميليماكي، المسؤول عن إعداد أول طبقين في القائمة بالتعاون مع زميله بي لو، إلى أن التخطيط لهذه القائمة بدأ منذ فترة طويلة، وتم اعتمادها نهائياً في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) بعد سلسلة طويلة من التجارب والتذوق لضمان الكمال.

وعلى الرغم من التكتم الشديد، سُمح بتسريب بعض اللمحات المشوقة عن المكونات:

  • نكهات الشمال: سيركز الطبق الأول على خيرات الطبيعة في الدول الاسكندنافية، مستخدماً مكونات من غابات الشمال، وتحديداً "فطر البورسيني المجفف".
  • الحلوى المبتكرة: ستعتمد الحلوى على القراصيا (البرقوق المجفف) والتوت، في مزيج يجمع بين الكلاسيكية والإبداع.
  • المشروبات: تم تجهيز ما يقرب من 400 زجاجة شمبانيا فاخرة لتقديمها مع المقبلات، لضمان بداية احتفالية للأمسية.

يقول الطاهيان، اللذان يديران مطعماً حاصلاً على نجمتي "ميشلان" في جزيرة ديورغاردن: "نحن نريد تطبيق فلسفتنا في الطهي ووضع بصمتنا الخاصة، لنأخذ شيئاً مألوف النكهة ونضيف إليه لمسات فنية تبهر الـ 1300 ضيف".

إبداع الحلويات ذكريات الغابة والطفولة

في قسم المعجنات والحلويات، تبرز لمسة الطاهية فريدا باك، التي تشارك في إعداد طعام المأدبة للعام الثاني على التوالي. استلهمت فريدا حلوى هذا العام من ذكريات طفولتها التي قضتها وسط الغابات مع أجدادها.

وتحدثت فريدا بشغف عن اختيارها لـ "القراصيا" كمكون رئيسي، واصفة إياها بأنها فاكهة "منسية قليلاً وتحتاج إلى القليل من الإصرار والكثير من الإبداع للتعامل معها"، مما يعد بختام مميز ومبتكر للعشاء.

أدوات مائدة جديدة بلمسة عائلية

لم تقتصر التجديدات هذا العام على الطعام فحسب، بل شملت أدوات المائدة أيضاً. فللمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً، سيستخدم الضيوف سكاكين جديدة تماماً مصنوعة خصيصاً لهذه المناسبة.

السكاكين الجديدة تتميز بمقابض من خشب البلوط المستخرج من جنوب السويد، وقد صُنعت يدوياً بعناية فائقة. القصة المثيرة هنا تكمن في الجهد العائلي الذي رافق صناعتها؛ حيث كشف الطاهي "بي لو" أن صناعة 1300 سكين يدوياً استغرقت وقتاً طويلاً جداً كاد يهدد الموعد النهائي، مما اضطره لطلب "تعزيزات عائلية".
يقول لو مازحاً: "كنا بحاجة للمساعدة للالتزام بالموعد، فجاءت أمي وأختي ووالدي للمساعدة في إنهاء العمل". هذه اللمسة الإنسانية تضفي دفئاً خاصاً على أدوات المائدة التي سيستخدمها ملوك وعلماء العالم.

بين ستوكهولم وأوسلو

وبينما تتجه الأنظار إلى القاعة الزرقاء في ستوكهولم للاحتفال بجوائز الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والاقتصاد، يجدر بالذكر أن هناك احتفالات موازية ومنفصلة تقام في العاصمة النرويجية أوسلو، حيث يتم تسليم جائزة نوبل للسلام، وفقاً لوصية ألفريد نوبل.

خاتمة ليلة تلتقي فيها عظمة العلم بسحر الإبداع

في ختام هذا المشهد الاستثنائي، تتجاوز مأدبة "نوبل" مفهومها التقليدي كوليمة عشاء، لتتحول إلى سيمفونية حضارية تكرّم العقل البشري بأرقى التفاصيل. إن هذا المزيج الفريد بين سرية القائمة، ودقة الحرفية اليدوية في أدوات المائدة، وشغف الطهاة باستحضار نكهات الطبيعة المنسية، يؤكد أن الإبداع لا حدود له، سواء كان في مختبرات العلوم أو بين أروقة المطابخ. وتبقى ليلة العاشر من ديسمبر في ستوكهولم موعداً سنوياً يترقبه العالم بشغف، حيث يلتقي بريق التاج السويدي بنور العلم، على مائدة واحدة تُصنع ذكرياتها بحب، ودقة، وكثير من الأسرار.



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent